موضوع: الجزء الخامس من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 3:12 pm
الفصل الأول : معنى أشراط الساعة وعلاماتها وأدلتها من الكتاب والسنة وفيه المباحث الآتية : المبحث الأول : معنى الأشراط والعلامات لغة . المبحث الثاني : معنى الأشراط والعلامات اصطلاحا . المبحث الثالث : الأدلة من الكتاب على أشراط الساعة وعلاماتها . المبحث الرابع : الأدلة من السنة على أشراط الساعة وعلاماتها . المبحث الأول : معنى الأشراط والعلامات لغة الأشراط جمع شرط بالتحريك ، والشرط العلامة ، وأشراط الساعة أي علاماتها ، وأشراط الشيء أوائله ، ومنه شرط السلطان وهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من مجموع جنده . قال الجوهري (1) : " أشراط الساعة علاماتها وأسبابها التي دون معظمها وقيامها " (2) . وقال ابن الأثير (3) " الأشراط : العلامات ، واحدها شرط بالتحريك ، وبه سميت شرط السلطان ؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها " (4) . وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى : { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } (5) : _________ (1) هو أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ، أحد أئمة اللغة والأدب ، يضرب به المثل في ضبط اللغة وحسن الخط وجودته ، من أشهر مؤلفاته كتاب الصحاح ، توفي سنة 393 هـ . معجم الأدباء ( 2 / 292 ) ، سير أعلام النبلاء ( 7 / 80 ) ، بغية الوعاة ( 1 / 446 ) . (2) الصحاح للجوهري ( 3 / 136 ) . (3) أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجرزي ، العلامة البارع البليغ ، قرأ الحديث والأدب ، صنف تصانيف مفيدة من أشهرها النهاية في غريب الحديث ، توفي سنة 606 هـ ، سير أعلام النبلاء ( 21 / 488 ) ، بغية الوعاة ( 2 / 274 - 275 ) . (4) النهاية في غريب الحديث ( 2 / 460 ) . (5) سورة محمد ، الآية : 18 . (1/40) ________________________________________ " أشراطها أي أماراتها وعلاماتها ، وقيل : أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها ، وفيه يقال للدون من الناس الشرط . . . إلى أن قال : وواحد الأشراط شرط ، وأصله الأعلام ، ومنه قيل الشرط ؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها ، ومنه الشرط في البيع وغيره " (1) . فتبين من هذا أن الأشراط في اللغة هي علامات الشيء المتقدمة عليه والدالة عليه ، ومما يدل على تسمية هذه الأشراط في السنة بالعلامات ما جاء في حديث جبريل المشهور عند النسائي ، قال : « يا محمد ، أخبرني متى الساعة ، قال : فنكس ، فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ورفع رأسه فقال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها علامات تعرف بها . . . » الحديث (2) . والساعة : هي جزء من أجزاء الليل أو النهار وجمعها ساعات وساع (3) . والساعة : الوقت الذي تقوم فيه القيامة ، وقد سميت بذلك لسرعة الحساب فيها ، أو لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة (4) . _________ (1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( 16 / 240 ) . (2) سنن النسائي : كتاب الإيمان وشرائعه - باب صفة الإيمان والإحسان ( 8 / 102 ) . (3) المعجم الوسيط ( 1 / 466 ) . (4) انظر : النهاية في غريب الحديث ( 2 / 422 ) . (1/41) ________________________________________ قال ابن منظور في لسان العرب : " وقوله تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ } (1) يعني بالساعة : الوقت الذي تقوم فيه القيامة ، فلذلك ترك أن يعرف أي ساعة هي ، فإن سميت القيامة ساعة فعلى هذا ، والساعة القيامة " . وقال الزجاج (2) : " الساعة اسم للوقت الذي تصعق فيه العباد ، والوقت الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة . سميت ساعة لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأولى . . . والساعة في الأصل تطلق بمعنيين : أحدهما : أن تكون عبارة عن جزء من أربعة وعشرين جزءا هي مجموع اليوم والليلة . والثاني : أن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل . قال الزجاج : معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة ، يريد أنها ساعة خفيفة يحدث فيها أمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة " (3) . _________ (1) سورة الروم ، الآية : 55 . (2) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السري الزحاج البغدادي ، الإمام ، عالم بالنحو واللغة ، له كتب كشجرة كثيرة منها : معاني القرآن ، توفي سنة 311 هـ . تاريخ بغداد ( 6 / 89 ) ، وفيات الأعيان ( 1 / 31 ) ، بغية الوعاة ( 1 / 411 ) . (3) لسان العرب ( 8 / 169 ) . (1/42) ________________________________________ المبحث الثاني : معنى الأشراط والعلامات اصطلاحا أشراط الساعة اصطلاحا : هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قدومها . يقول الحليمي (1) " أما انتهاء الحياة الأولى فإن لها مقدمات تسمى أشراط الساعة وهي أعلامها " (2) . ويقول البيهقي (3) في تحديد المراد من الأشراط : " أي ما يتقدمها من العلامات الدالة على قرب حينها " (4) . ويقول الحافظ ابن حجر المراد بالأشراط : " العلامات التي يعقبها قيام الساعة " (5) . _________ (1) هو أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي ، كان رئيس المحدثين والمتكلمين في بلاد ما وراء النهر ، كان مناظرا طويل الباع في الأدب والبيان ، له تصانيف ، من أشهرها : - المنهاج في شعب الإيمان - ، توفي سنة 403 هـ . سير أعلام النبلاء ( 17 / 231 ) ، شذرات الذهب ( 3 / 167 ) . (2) المنهاج في شعب الإيمان ( 1 / 22 ) . (3) هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله البيهقي ، الإمام الحافظ المصنف ، ولد بخسرو جرد من قرى بيهق سنة 384 هـ ، له مصنفات كثيرة مفيدة ، منها : السنن الكبرى ، السنن الصغرى ، والجامع في شعب الإيمان وغيرها ، توفي سنة 458 هـ . سير أعلام النبلاء ( 18 / 163 ) ، شذرات الذهب ( 3 / 304 ). (4) البعث والنشور : ص ( 69 ) . (5) فتح الباري ( 13 / 97 ) . (1/43) ________________________________________ المبحث الثالث : الأدلة من الكتاب على أشراط الساعة وعلاماتها موعد قيام الساعة من الغيب الذي استأثر الله عز وجل بعلمه ، قال تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً } (1) . وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أخفى الساعة عن الخلق ، فقد جعل لها عز وجل علامات تدل على قرب وقوعها ، ومن الآيات الدالة على ذكر الأشراط قوله تعالى : { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا } (2) . _________ (1) سورة الأعراف ، الآية : 187 . (2) سورة محمد ، الآية : 18 . (1/44) ________________________________________ قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عند هذه الآية : " فقد جاء أشراطها أي أمارات اقترابها كقوله تعالى : { هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى }{ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ } (1) ، وكقوله جلت عظمته : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } (2) ، وكقوله سبحانه وتعالى : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } (3) ، وقوله جل وعلا : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } (4) ، فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ؛ لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله تعالى به الدين وأقام به الحجة على العالمين ، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها ، وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤته نبي قبله . . . " (5) . وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الأدلة على بعض أشراط الساعة مثل : خروج يأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى ابن مريم ، وغيرها ، وسيأتي ذكر هذه الأدلة في موضعها عند ذكر هذه الأشراط مفصلة في المباحث القادمة إن شاء الله تعالى . _________ (1) سورة النجم ، الآية : 56 ، 57 . (2) سورة القمر ، الآية : 1 . (3) سورة النحل ، الآية : 1 . (4) سورة الأنبياء ، الآية : 1 . (5) تفسير ابن كثير ، ( 4 / 159 ) .
cool عضو ماسى
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 21/11/2008
موضوع: جمييييييل الأربعاء نوفمبر 26, 2008 1:56 am
والله يا اخى انت تعبت معانا فى السلسلة اوى وتستاهل الشكر