الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد انتهيت - بعون الله تعالى وتوفيقه - من إتمام هذا البحث وإكماله ، وقد بحثت فيه جهدي وطاقتي ، واستفدت منه فوائد كثيرة ، وخرجت بنتائج طيبة ، وذلك من خلال قراءتي لكثير من كتب العقيدة والتفسير والحديث والتراجم وغيرها من مختلف العلوم المتعلقة بهذا البحث .
هذا ويمكن أن أجمل أهم النتائج والفوائد التي توصلت إليها في الأمور التالية :
1 - أن بحث أشراط الساعة ودراستها وتعلمها وتعليمها من أهم الأمور في الوقت الحاضر ؛ لإقبال الناس على الدنيا والجري وراءها ، مما جعل الكثير منهم ينسى الحياة الآخرة ، والاستعداد لها ، فالبحث في أشراط الساعة ودراستها وعرضها على الناس يقوي الإيمان في القلوب ويحثهم على الإكثار من الأعمال الصالحة ، والاستعداد للقدوم على الدار الآخرة .
(1/230)
________________________________________
2 - أهمية الإيمان بالغيب ومكانته في الإسلام ، فهو صفة المؤمنين المتقين ، وكل من يدعي علما بشيء من الغيب من تلقاء نفسه يكون ضالا مكذبا لخبر الله تعالى ، ونصوص الكتاب والسنة التي تبين أن علم الغيب من خصائص الله تبارك وتعالى .
3 - يجب على كل مسلم طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباعه واقتفاء أثره والسير على هديه ، وعدم مخالفه أمره ونهيه ، فعبادة الله سبحانه وتعالى لم تترك للأهواء والأفكار ، بل هي مقيدة باتباعه صلى الله عليه وسلم ، فيما شرعه لأمته .
4 - من خلال النظر في بعض المؤلفات المستقلة في أشراط الساعة يتبين أن التأليف في هذا الموضوع على وجه الاستقلال بدأ في وقت مبكر مع بداية حركة التأليف .
5 - أن أشراط الساعة الصغرى ظهر كثير منها ولم يبق منها إلا القليل .
6 - أنه يجب الإيمان بكل الأحاديث والأخبار التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة سواء كانت متواترة أم آحادا .
(1/231)
________________________________________
7 - أن المراد بأشراط الساعة هي العلامات التي تسبقها ، ولا دليل في ذلك على كون شيء منها محرما أو ممنوعا ، إنما وقوعه دليل على قرب الساعة ودنو قيامها ، ومنها بعثته صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة الصغرى ، وهي كذلك نور وخير للبشرية .
8 - أن النار التي ظهرت في الحجاز وأضاءت لها أعناق الإبل ببصرى ، من أشراط الساعة الصغرى ، وقد ظهرت وانتهت ، أما النار التي تحشر الناس وتقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، فهي من أشراط الساعة الكبرى التي لم تأت بعد .
9 - أن أشراط الساعة وعلاماتها التي ظهرت ووقعت هي من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث إنها وقعت كما أخبر بها صلى الله عليه وسلم .
10 - أن كثيرا من الدجالين الكذابين المدعين للنبوة والمثيرين للفتنة قد ظهروا قديما وحديثا ، ولا يزال هذا الظهور حتى يكون آخرهم المسيح الدجال الأعور الكذاب .
11 - أن أشراط الساعة الكبرى إذا خرجت تتابعت كتتابع الخرز في النظام .
12 - أن الراجح في أمر ابن صياد أنه دجال من الدجاجلة ، وليس هو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان .
(1/232)
________________________________________
13 - أن عيسى ابن مريم عليه السلام عندما ينزل يقتل الدجال ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويقضي بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
14 - أن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي ، وأنه بطلوعها يقفل باب التوبة .
15 - أن آخر أشراط الساعة الكبرى هو خروج النار التي تحشر الناس إلى أرض المحشر ، والذي يكون بعده قيام الساعة .
وأخيرا
أحمد الله تعالى وأشكره أن أعانني على إتمام هذا البحث وإخراجه بهذه الصورة التي أرجو أن أكون قد وفقت بها في عرضه ، وبيان أهم جوانبه على الوجه المطلوب ، ولا شك أن الإنسان معرض للخطأ في عمله والكمال لله وحده .
وإنني أعترف هنا بالتقصير ، فإن كان ما ذكرته في بحثي هذا وما عرضته فيه حقا وصوابا فهذا فضل الله وحده وله الحمد والشكر أولا وآخرا ، وما كان فيه من خطأ وزلل فهو مني ومن الشيطان ، وأستغفر الله وأتوب إليه من ذلك .
وفي الختام
(1/233)
________________________________________
أسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل واتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اتباعا نقيا خاليا من البدع والأهواء ، كما كان عليه سلف هذه الأمة ، وأن يجنبنا الزلل ومزالق الأهواء ، وأن يأخذ بنواصينا لما فيه رضاه وسعادتنا في الدارين ، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه به ، وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين إنه سميع مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .