هناك ثلاثة أمور يُنصح الشباب المسلم ذكورا وإناثا بها في ظل ما يمر بالأمة الإسلامية اليوم من ظروف عصيبة وأحسن ما ننصح به هولاء الشباب أن يبحث الواحد منهم عن حقيقة صلته بربه ، بمعنى إذا صلى أو صام أو تعامل مع الآخرين فلا يكتفي بالصورة ، لأن الإكتفاء بالصورة يورث صاحبه الملل بعد وقت كما يورثه تأثرا بما حوله ، ولكن إذا بحث المؤمن أو بحثت المؤمنة عما يتعاملون به مع ربهم وعن حقيقة صلتهم بالله عز وجل ، وهي حضور القلب مع الله ، أورثهم ذلك ذوقا لصلتهم بالله ، فإن ذاق المؤمن والمؤمنة معنى الصله بالله ، هان أمامهما وفي منظورهما كل ما عدا الله جل جلاله
أما الأمر الثاني ، فيجب على الشباب جميعا أن يثقوا بأن في معاملتهم مع الله وصلتهم به حلاً لكل ما يحتاجون الى حله من هموم وإشكالات في زمانهم ، وإذا وجدوا من يتكلم في الدين أو عن الدين ولم يجدوا لديه الحل لتلك الهموم أو الإشكالات ، فليعلموا أن العيب قد يكون في المتكلم أو السامع وليس في الدين
والأمر الثالث الذي ننصح به الشباب هو أن يبتعدوا عن المعاصي ، ومن يقع فيها فليعلم أننا كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون ، ومن وقع في المعاصي من الشباب فليبادر الى الله ولا يجعل المعصية تحجبه عن الله ، فالمعصية مصيبة ، والمصيبة الأكبر أن يرضى الإنسان بها وأن يستسلم لها
هذا ما ينبغي للشباب أن يفقهوه في أنفسهم ، يعينهم على ذلك قوة تعلقهم بسيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام وشمائله . أقول لهم أقرأوا سيرة المصطفى وسير آل البيت وسير الصحابه وسير التابعين والأئمه من السلف الصالح ، فإن في تلك القراءة ربطا بأحوالهم التي كانوا عليها وقوة يواجهون بها ما يحيط بهم
وأقول للشباب : خذوا بالأسباب ووسائل العصر التي لا تتنافى مع شريعتكم وأهدافها ، ولكن لا تجعلوها تأخذكم ، بمعنى استعملوها ولا تعتمدوا عليها . وأقيموا بينكم وبين الله عز وجل نور الإلحاح عليه في الطلب ، فإن الله تعالى إذا رأى عبده يلح في أي شيء كان دينيا أو دنيويا يُقبِل الله عليه ويجيبه ويعطيه مطلبه