تزال الفنانة الشابة قمر تحتفظ بابتسامتها الرقيقة التي تخفي خلفها جرحاً كبيراً. في سن المراهقة تعرضت لتجربة قاسية، تزوجت، تطلقت، دخلت عالم الفن، حوربت، أقصيت، وعادت من جديد، عادت والابتسامة فوق شفتيها رغم وجود حرقة كبيرة في قلبها، هي التي ظلمتها الحياة فسلبتها حضن العائلة، قبل أن تسلبها راحة البال.
تحاول قمر التعويض بالعمل، ملاذها الوحيد حضن شقيقتها الصغيرة التي تشعرها بأن الدنيا بألف خير، خصوصاً أن ثمة حاجز يقف بينها وبين والدتها التي تحبها ولا تقوى على اللجوء إلى حضنها كلما شعرت بأنها بحاجة إلى الأمان.
أبادرها بالسؤال:
• أنت اليوم من النجمات الشهيرات، وفي رصيدك أغنيتان فحسب، إلى ماذا تردين شهرتك الصاروخية؟
ـــ لا شك في أن الجمهور أحبني وتقبلني وهذا سبب نجاحي وشهرتي.
• وماذا عن قصصك الشخصية التي ملأت المجلات الفنية أخيراً؟
ـــ قبل أن تنتشر قصصي في المجلات، أطلقت أغنية «نارو بتحرقني» ولم أتوقع أن تحقق كل هذا النجاح، وفوجئت بردة فعل الجمهور وشعرت بأني أسلك الطريق الصحيح. وبعد إطلاق الأغنية تابع الجمهور أخباري، وتقبل الجيد والسيئ مني، وقد لاحظت أنّ ثمة اهتماما كبيرا من الجمهور بأخباري الخاصة لا سيما أن كل فنان لديه أخبار خاصة تهم جمهوره.
• هل اعتمدت أسلوب الإثارة من خلال تسليط الضوء على مشاكلك الشخصية ومشكلة طلاقك من زوجك الفنان آدم للفت الانتباه؟
ـــ لا أبداً، عندما أطلقت أغنيتي الأولى كنت لا أزال متزوجة، ولم يكن ثمة مشاكل أتحدث عنها.
نبش في الماضي
• في أول مقابلة أجريتها أدليت بمعلومات خاطئة عن حياتك الشخصية الأمر الذي دفع بالبعض إلى النبش في ماضيك للبحث عن مادة دسمة، فهل تعمدت إخفاء بعض المعلومات لاستفزاز شخص ما؟
ـــ لا، فكما سبق أن قلت، عندما أطلقت أغنيتي الأولى لم أكن انفصلت بعد عن آدم، لكني أخفيت مسألة زواجي به لأسباب عدة، منها أني أريد أن أحافظ على هامش من الخصوصية في حياتي الشخصية، ولو كنت من هواة الشهرة على حساب أموري الخاصة لكنت تاجرت بقضيتي مع ادم. لكن ما إن قامت احدى المجلات بمهاجمتي، وبادعاء أمور باطلة عني، كان لا بد أن أدافع عن نفسي لأن الأمر استفز عائلتي، فليس ثمة عائلة تقبل أن يتم تناول بناتها بهذه الطريقة المؤلمة.
• آدم كان يعرف أن ثمة رغبة لديك في الغناء قبل الزواج؟
ـــ قبل الزواج، وقعت عقداً مع شركة «ميلودي»، وعندما تعرفت إلى آدم أخبرته بالأمر ولم يعترض، حتى عندما سجلت أغنيتي الأولى لم يعترض، لكنه عاد ومنعني من الغناء علماً بأننا لم نكن نتحدث كثيراً عن الفن.
• هل منعك من الغناء غيرة عليك أو غيرة منك؟
ـــ بالتأكيد غار علي، ولماذا سيغار مني وهو صاحب الصوت العظيم؟
• تقييمنا لشخص ما غالباً ما ينبع من عاطفتنا تجاهه، هل ما زلت تشعرين بجمال صوت آدم بعد المشاكل التي حصلت بينكما؟
ـــ رغم كل ما حصل، ما زلت أستمع إلى صوت آدم وأطرب له، ففي يوم من الايام كان زوجي وكان بيننا عشرة وحب.
• أليس صعباً على ابنة عشرين عاماً أن تتزوج وتتطلق في الوقت الذي ينبغي فيه أن تكون طالبة في الجامعة؟
ـــ بالتأكيد صعب، لكن الحياة تستمر، ولو استسلمت لما جرى معي لكنت الآن في مصحة للامراض العقلية.
لم أتاجر بمشاكلي
• خرجت من مشاكل عائلية ودخلت وسطاً فنياً لا يخلو من مشاكل، هذه المشاكل التي تحيط بك من كل صوب ألا تحبطك؟
ـــ في السابق كانت نظرتي إلى الأمور أكثر براءة، كنت أنساق أكثر نحو عاطفتي وأتبع نصائح قلبي. لم أحاول يوماً تحكيم عقلي لكني اليوم أشعر بأني نضجت بسرعة، بتّ أزن الأمور بعقلانية أكبر، سواء في عملي أو في حياتي الشخصية. في مجال الفن كنت أعتقد أن الأمور أكثر وردية، لم أكن أعرف أن ثمة مشاكل بهذا الحجم.
• أنت أكثر من تعرض لمشاكل في بدايته الفنية وثمة من تعاطف معك.
ـــ لا شك في أن الجمهور يعرف من يستحق التعاطف ومن يستجدي التعاطف. الجمهور لاحظ أني تعمدت إخفاء الكثير من الأمور عن حياتي الخاصة كي لا أتاجر بمشاكلي، ثم طاردتني المشاكل ولم أكن أتخيل أن الجمهور سيحبني بهذا الشكل. البداية الفنية تزامنت مع مشاكلي مع آدم، فنسيت الفن وبدأت أفكر في مشاكلي العائلية التي تخنقني، وكان يعز علي أن تصبح أخباري في متناول الجميع، فجلست سنة كاملة في البيت أصبت خلالها بالإحباط، وعدت إلى الساحة الفنية بعد أن استقرت أوضاعي العائلية وتحسنت حالتي النفسية.
• من وقف إلى جانبك في تلك الفترة؟
ـــ لم يقف أحد إلى جانبي ما عدا شركة «ميلودي».
• وماذا عن عائلتك، ألم تقف والدتك إلى جانبك؟
ـــ أمي تحبني وأنا أحبها، لكن لديها ظروف قاسية لا أريد الحديث عنها، ثمة أمور لا أريد أن أقحمها بها.
• أنت وحيدة فعلياً؟
ـــ لديّ شقيقة عمرها ثماني سنوات، هي الوحيدة التي أشعر بأن حضنها يتسع لي في كل وقت. عندما يصيبني إحباط وأشعر بأني وحيدة أحضنها فأملك العالم..
• بعد تجربة زواج فاشلة، هل تفكرين بتكرار التجربة؟
ـــ بالطبع، فأنا أقدس العائلة وأحب الأطفال.
هيفاء لم تحاربني
• أغنية «قال يعني بيتقل علي» كانت فيلما كوميديا قصيرا، من أين استوحيت الفكرة؟
ـــ الفكرة لجمال مروان صاحب قنوات ميلودي، الذي ارتأى أن أظهر بصورة شعبية مصرية، وكانت الفكرة طريفة، والحمد لله لاقت نجاحاً كبيراً.
• في الكليب تحاولين إغراء ابن الجيران، كيف تغري قمر رجلاً لا يعيرها انتباهاً؟
ـــ أحاول لفت انتباهه من بعيد.
• ماذا تحضرين بعد أغنيتين ناجحتين؟
ـــ أحضر حالياً ألبوما غنائيا من عشرة أغان، سنختار بينها الأغنية التي سنصورها.
• مع شركة «ميلودي»؟
ـــ نعم.
• هي الشركة نفسها التي حاربتك بسبب الفنانة هيفاء وهبي؟
ـــ أريد أن أوضح أمراً وهو أن قلة درايتي بعالم الفن جعلتني أستمع إلى الآخرين وأصدق ما يقال، فقد كان البعض يقول لي إن ميلودي ستضعني على الرف بمجرد توقيع الشركة عقدا معها، وحصل أن الاتفاق لم يتم. وفي تلك الفترة كنت اعاني من مشكلة مع زوجي، فطلبت مني الشركة ان أحل مشاكلي العائلية لأتفرغ للفن، لكني لا اعتقد ان هيفاء حاربتني، فهي فنانة شهيرة وانا لا ازال في بدايتي.
• لماذا دعمك أعداء هيفاء؟
ـــ بصراحة لا أعرف، لكني عموماً محبوبة من الجميع وليس من أعداء هيفاء فحسب.
• وماذا عن شقيقتها رولا التي دعيتها إلى حفل توقيع أغنيتك قبل مدة قصيرة؟
ـــ لم أدع رولا، فقد حضرت برفقة أحد المدعوين وتعرفت عليها ووجدت فيها طيبة لا توصف، وأتمنى ان تصبح فنانة كما كانت تحلم.
• استخدمت أسلوبا كوميديا طريفا في الكليب، وهو الأسلوب نفسه الذي استخدمته في كليبها الجديد، ما رأيك فيه؟
ـــ الكليب ليس جريئاً نسبة إلى ما سبق وقدمته دانا، فهي قدمت ما هو أكثر جرأة، وأنا