فارس بلا جواد مدير تنفيذى للمنتدى
عدد الرسائل : 461 تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: الجزء الثاني من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 2:57 pm | |
| والإيمان بأشراط الساعة جزء من الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان . والإيمان بالغيب هو أساس الإيمان كله ؛ لأن أركان الإيمان كلها من الأمور الغيبية ، وقد بين الله عز وجل في كتابه المبين أن الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين المتقين فقال عز وجل : { الم }{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }{ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }{ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (1) . _________ (1) سورة البقرة، الآيات : 1 - 5 . (1/17) ________________________________________ ومعلوم - من الدين بالضرورة - أن علم الغيب من خصائص الله وحده - كما سبق بيان ذلك - ولقد شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل علم الساعة غيبا من جملة علم الغيب الذي استأثر بعلمه فلم يطلع عليه أحدا من خلقه لا نبيا مرسلا ، ولا ملكا مقربا ، وذلك ليبقى الناس من الساعة على حذر دائم ، وتوقع مستمر واستعداد كامل لاتخاذ الزاد المناسب لها ، فهي الموعد المرتقب للجزاء الكامل ، والإيمان بذلك من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر . والرسل عليهم الصلاة والسلام مع أنهم أفضل الخلق وأحبهم إلى الله عز وجل ، وقد خصهم الله بمزايا كثيرة وأكرمهم بمعجزات عديدة لم يدع أحد منهم علم الغيب ، بل جميعهم كانوا يتبرؤون من ذلك ، ويردون علم الغيب إلى الله سبحانه وتعالى ، فنوح عليه السلام قال لقومه : { وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ } (1) . _________ (1) سورة هود ، الآية : 31 . (1/18) ________________________________________ ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل والأنبياء أجمعين ، ينفي عن نفسه معرفة العيب ، فقد قال الله في كتابه : { قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ } (1) ، وقال تعالى : { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (2) . وعن مسروق قال : « كنت متكئا عند عائشة فقالت : يا أبا عائشة ، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية (3) ، وذكرت منها : ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ }» (4) (5) . _________ (1) سورة الأحقاف ، الآية : 9 . (2) سورة الأعراف ، الآية : 188 . (3) الفرية : الكذب ، يقال فرى الشيء يفريه فريا ، وافتراه يفتريه افتراء إذا اختلقه ، وجمع الفرية فرىً . لسان العرب ( 15 / 154 ) . (4) سورة النمل ، الآية : 65 . (5) أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ( 1 / 159 ) . (1/19) ________________________________________ وعلى الرغم من هذه الأدلة القاطعة الواضحة ، عن عدم علم الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيب ، نجد من ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة الغيب ويستدلون على ذلك بالاستثناء الوارد في قوله عز وجل : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا }{ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } . (1) وليس في ذلك حجة لأحد ؛ لأن المراد بالغيب هنا ما يتعلق بالوحي خاصة . _________ (1) سورة الجن ، الآيتان : 26 - 27 . (1/20) ________________________________________ قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : فإن بعض من لم يرسخ في الإيمان ، كان يظن ذلك ، حتى كان يرى أن صحة النبوة تستلزم اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على جميع المغيبات ، كما وقع في المغازي لابن إسحاق (1) : أن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت ، فقال زيد بن لصيت (2) يزعم محمد أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن رجلا يقول كذا وكذا ، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله ، وقد دلني الله عليها وهي في شعب كذا ، قد حبستها شجرة » ، فذهبوا فجاءوه بها . فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله ، وهو مطابق لقوله تعالى : { فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا }{ إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } (3) . _________ (1) هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار القرشي المطلبي مولاهم ، العلامة الحافظ الأخباري صاحب السيرة النبوية ، قال ابن سعد : كان ثقة ، ومنهم من يتكلم فيه . وقال الشافعي - رحمه الله - : من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق . توفي سنة 150 هـ ، وقيل : غير ذلك . طبقات ابن سعد ( 7 / 321 ) ، سير أعلام النبلاء ( 7 / 33 ) . (2) زيد بن لصيت بصاد مهملة وآخره مثناة وزن عظيم ، هكذا ضبطه ابن حجر في الفتح ( 13 / 346 ) ، وذكره في الإصابة ( 4 / 33 ) من الصحابة من القسم الأول ، وكذا ابن الأثير في أسد الغابة ( 2 / 298 ) ، وقال ابن هشام في السيرة النبوية ( 1 / 527 ) قال ابن إسحاق : « وكان ممن تعوذ بالإسلام ، ودخل فيه مع المسلمين وأظهره وهو منافق ، من أحبار يهود من بني قينقاع : سعد بن حنيف ، وزيد بن لصيت . . . » . وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ص ( 39 ، 40 ) قسم المغازي : وممن أظهر الإيمان من اليهود ونافق بعد . . . ، وذكر منهم زيد بن لصيت . (3) فتح الباري ( 13 / 364 ) ، وقد عزا هده القصة لابن إسحاق في المغازي ، وقد أخرج هذه القصة كاملة الواقدي في المغازي ( 2 / 423 - 425 ) ، والطبري في تاريخه ( 3 / 105 ، 106 ) ، والبيهقي في دلائل النبوة ( 4 / 59 ، 60 ) ، و ( 5 / 231 ، 232 ) . (1/21) ________________________________________ فهذا الرجل - زيد بن لصيت - عندما قال هذا كان مشركا ، وكان يعتقد أن النبوة لا تصح إلا إذا كان النبي يعلم الغيب . ولكن ما بال بعض المسلمين اليوم ، وما عذرهم بعد هذا البيان الشافي من الرسول صلى الله عليه وسلم مع وضوح الأدلة في هذه المسألة ، وأما ما ثبت بالقرآن أن عيسى عليه السلام كان يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، كما في قوله تعالى : { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (1) وأن يوسف عليه السلام كان ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إليهم . والذي حدث لرسولنا صلى الله عليه وسلم منه الكثير ، مثل ما مر علينا قبل قليل من خبر الناقة وغيره كل ذلك من باب المعجزات ، فكما جاء في الآية السابقة على لسان عيسى عليه السلام نفسه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فالآية هي المعجزة . _________ (1) سورة آل عمران ، الآية : 49 . (1/22) ________________________________________ وبهذا تظهر لنا أهمية الإيمان بالغيب ومكانته في الإسلام ، فهو صفة المؤمنين المتقين ، وكل من يدعي علما بشيء من الغيب من تلقاء نفسه ، يكون ضالا ومكذبا لخبر الله عز وجل . ونصوص الكتاب والسنة تبين أن علم الغيب من خصائص المولى تبارك وتعالى ، وهذا يبين لنا حكم الذين يزعمون أنهم يخبرون عما سيقع في المستقبل من حوادث ، أو يزعمون علم ما في نفس الإنسان ، وغير ذلك من كذب ودجل وشعوذة ، مما نجد له صورا في بعض الصحف والمجلات التي تحتوي على زاوية لقراءة حظ الإنسان ، أو معرفة ما يقع له في المستقبل خلال معرفة الأبراج والكواكب ، نسأل الله السلامة والعافية . | |
|
cool عضو ماسى
عدد الرسائل : 434 تاريخ التسجيل : 21/11/2008
| موضوع: ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الأربعاء نوفمبر 26, 2008 2:03 am | |
| الله ينور الصراحة انا عينى وجعتنى من القراءة ومع ذلك مشكوووووووووووور
اخووووك,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,COOL | |
|
dark knight عضو فعال
عدد الرسائل : 109 تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: رد: الجزء الثاني من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة الأربعاء نوفمبر 26, 2008 8:16 am | |
| | |
|
فارس بلا جواد مدير تنفيذى للمنتدى
عدد الرسائل : 461 تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: رد: الجزء الثاني من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة الجمعة نوفمبر 28, 2008 4:35 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله شكرا علي ردكم علي الوضوع | |
|
فضل شاكر عضو فعال
عدد الرسائل : 147 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
| موضوع: رد: الجزء الثاني من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة السبت نوفمبر 29, 2008 4:14 am | |
| شكرا يا باشا
منورنااااااااا | |
|
فارس بلا جواد مدير تنفيذى للمنتدى
عدد الرسائل : 461 تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: رد: الجزء الثاني من كتاب الاشاعة في اشراط الساعة السبت نوفمبر 29, 2008 4:52 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله شكرا علي الرد | |
|