ما بين شقي رحى الفن والطرب ولدت النجمة الاستعراضية ميسرة, نشأت وترعرعت على الفن الأصيل, شربت من رحيق نجوم الزمن الجميل, ارتوت من مشاهدتها لعظماء السينما والتلفزيون والمسرح والغناء ولكنها اختارت لها طريقا آخر, رسمت لها بروازا لصورة منفردة, صورة تدل على مولد عملاقة لأدوار رحلت برحيل العظماء من أمثال عبدالمنعم إبراهيم وماري منيب, لم يكن الاختلاف في نطاق الأدوار ولكن كان في نوعيتها أيضا, اختارت طريقا صعبا للنجومية للوصول إلى قلوب الجمهور والنقاد, سلكت فيه طرقا وعرة وتسلقت جبالاً من الصعوبات وسبحت في بحار وانهار لتصل إلى وديان خصبة, قفزت من فوق البركان لتنزل على قلوب الجمهور, ميسرة فتحت لنا قلبها المليء بالأوجاع من شائعات تلاحقها وحب وعشق للفن وجمهور يحبها ودار الحوار:
كيف كانت بدايتك?
أول أعمالي الفنية كان مسلسل "جسر الخطر" تقريبا منذ 9 سنوات أمام الفنان صلاح السعدني, أتي ترشيحي لهذا المسلسل من قبل المنتج محمد فوزي بعد أن شاهدني أغني في إحدى الخيم الرمضانية حيث كنت اعمل في ذلك الوقت بالغناء, وفي هذا التوقيت كنت أعاني مشكلات مع شركة إنتاج فني حول أول البوم, وعندما عرض علي محمد فوزي العمل بالمسلسل ترددت في البداية من خوض تجربة العمل بالتمثيل ولكن بعد عرضه لسيناريو العمل وقرأت دور الشخصية التي سأقوم بها وافقت حيث كان الدور لشخصية فتاة درست بالجامعة الأميركية ولها طريقتها وأسلوبها الخاص في الحياة والحديث. زاد من قناعتي بالدور توافر المقومات التي تساعدني في إثبات نفسي في هذا الدور, وبعدها توالت الأعمال الفنية وانطلقت في عالم التمثيل سواء التلفزيوني والمسرحي والسينمائي وان كنت مقلة فيه نسبيا.
ما سبب هذا الغياب أو ما تسميه قلة الأعمال?
لأنني أخشى الموافقة على أي دور, أو ما تسميه قلة الأعمال ويكون في النهاية العمل كله غير ذي قيمة, فأنا أنتقي الأدوار التي تفيدني في مشواري الفني فلا يهمني بشكل رئيسي حجم الدور وتركيزي الأكبر ينصب على العمل الجيد وقليلا ما نجد أعمالا جيدة في هذا الوقت, وشاركت في عدد من الأفلام السينمائية أبرزها دوري مع النجم عادل أمام في فيلم "السفارة في العمارة" اذ استفدت منه الكثير رغم أن دوري في الفيلم لا يتعدى المشهدين فقط.
يصفك النقاد بأنك أبرع من تقوم بالأدوار الثانية في الجيل الحالي?
شهادة أعتز بها وشرف كبير ولا اخجل من ذلك, وليس عيبا أن اعرف التميز في أدوار محددة, ولذا أتجنب الوقوع في الخطأ بغيرها.
كيف تم ترشيحك للسفارة في العمارة?
في البداية جاء ترشيحي للدور من قبل الفنان القدير عادل أمام بعد أن شاهدني صدفة في مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الأسود" لأنه يتابع بصفة مستمرة أعمال الكاتب الساخر يوسف معاطي, وعندما يرشحك نجم له تاريخ كبير لأداء ولو دور صغير في عمل من أعماله, فإنه شرف لأي فنان وهذا ما حدث معي وبرغم الرهبة التي انتابتني فقد ساعدني النجم الكبير في إزالة هذه الرهبة. ان الدور كان يتطلب امرأة جريئة مغرية وكان الجديد هو الكوميديا التي يتضمنها المشهدين, وكان لعادل امام الدور الأكبر في إخراجهما بهذا الشكل الجميل الذي ترك لي بصمة في هذا الفيلم الرائع.
ما أهم الأعمال الفنية التي قمت بها?
أهم أعمالي الفنية والتي كان لها علامة في مشواري هي مسلسلات "جسر الخطر", "أين قلبي", "الليل وآخره", "وعباس الأبيض في اليوم الأسود", "مشوار امرأة", "وامرأة في شق الثعبان" و"ملفات سرية" وبالنسبة للسينما "حرامية في كي جي تو", "هو فيه ايه", "جعلتني مجرما", "السفارة في العمارة"و "صباحو كدب"وأما أعمالي المسرحية فكان أولها مع النجم الرائع سمير غانم في مسرحية "أنا ومراتي ومونيكا" وللأسف عملت بها 3 أشهر فقط بسبب ارتباطي مع فرقتي الموسيقية, وبعدها عملت مع الفنان محمد نجم في مسرحية "سلم بعدين نتكلم", ومع الفنان أحمد أدم "برهومة واكلاه البارومة" وآخر أعمالي في المسرح كانت في مسرح الدولة مع الفنان ماجد المصري في المسرحية الاستعراضية "زي الفل" والتي أعتبرها أيضا من أفضل اعمالي لأنها جمعت بين حبي للغناء والاستعراض وفن التمثيل حيث قمت فيها بأداء شخصية "سونيا" وهي امرأة قوية تتنافس مع الفنان ماجد المصري على السلطة ونستغل فيها المواطنون الأبرياء للحصول على مرادهم بطرق مشروعة وندخلهم في طرق غير مشروعة وذلك لوصول كل منا إلى السلطة.
نلاحظ كثرة أعمالك المسرحية?
المسرح أبو الفنون ويتمتع بسحر خاص, فأنا اعشق العمل به لأنني دائما ما أكون في تواصل مع الجمهور وهو شيء ممتع ولا تتصور كم تكون سعادتي عندما أكون داخل المسرح.
من النجوم الذين تحبي العمل معهم?
لا أنكر رغبتي في العمل مع النجم الكبير عادل إمام مرة أخرى, فإن العمل معه بالفعل له مذاق خاص كما أتمنى العمل بجوار الفنان الكبير عمر الشريف لأن العمل معه سيضيف لي الكثير من الخبرة, ونور الشريف ويحيى الفخراني لانني عملت معه في عدد من أعماله ولكن لم أتشرف بالعمل أمامه, وكل النجوم الذين تركوا بصمة في تاريخ الفن هي بالتأكيد ليست من فراغ ويشرف أي فنان العمل مع هؤلاء.
أين أنت من الشائعات المثارة حاليا حول حياتك الخاصة?
في البداية دعنا نتفق على شيء مهم, هو أن الشائعات والأقاويل دائما ما تطارد البارزين والناجحين وتبتعد عن من ليس لهم أعمال مميزة, أو بمعنى شعبي الشجرة المثمرة تجد دائما من يقذفها بالحجارة فلولا أن ميسرة معروفة وناجحة وأعمالي تحظى بقبول ونجاح لدى الناس, لما كان تحدث عنها أحد رغم اعترافنا بأن الشائعات هي سمة أساسية في الوسط الفني وهناك عوامل كثيرة تساعد على انتشارها منها حب المتلقي وتشوقه لمعرفة أخبار المشاهير ما يجعل الصحف والمجلات ووسائل الإعلام تبحث كثيرا عن أخبارنا, منهم من يتحرى الدقة وينشر ما هو حقيقي ومنهم لا يجد شيئا يقوله فيختلق أشياء يصدقها البعض ويتداولها ويبدأون في نسج حكايات وقصص حولها مع أنها شائعة كاذبة منذ البداية.
هل تضايقك تلك الشائعات?
من الممكن أن تضايقني, ولكن مع الوقت تعودت على ذلك, وأصبح الأمر وكأنه لايعنيني شيئا ولكن ما يضايقني هو ما يتناول حياتي الخاصة فهي ملك خاص لي ودائما تغضب أسرتي وتجعلهم يخافون علي كثيرا.
ما أكثر الشائعات التي ضايقتك?
تضحك وتقول هناك الكثير ولكن أكثرهم غرابة ما قيل حول موتي في حادثة سيارة, مع أنني كنت في هذا الوقت في بيتي ووسط أسرتي وليتهم يطلقون شائعات مرتبطة بعملي أو حياتي ولا يتوقعوا لي ذلك.
ما رأيك في قرار نقابة الممثلين بشأن الفنانين العرب?
وجود فنانات عربيات بجوارنا في السينما المصرية ظاهرة طبيعية وعادية جدا, خاصة في هذا الوقت الذي تعاني فيه السينما - في رأيي - أزمة في الفنانات الشابات ولهذا تجري الاستعانة بالنجمات العربيات, ولذا فإن وجودهن يمثل نوعا من المنافسة الشريفة بيننا. والممثلة التي تثق بنفسها لا تخشى أي منافسة, سواء كانت مصرية أو عربية. وعموما مهما كانت هجمة الفنانات العربيات في مصر الآن, فلن تستمر سوى الموهوبات فقط, وقرار النقابة له جانبان أولهما أن هؤلاء الفنانين العرب يضعوا الفنانين المصريين الجدد في ورطة حيث يضيع منهم الأدوار التي من الممكن أن تكون سببا في انطلاقتهم نحو سلم النجومية ويقلل من فرص ظهور نجوم شابة تتولى المسؤولية وثانيهما, يتمثل في أن مصر هي هوليوود الشرق وهي مقصد وملاذ كل الفنانين العرب, فمنذ قديم الأزل يكتب ولاء النجوم شهادة ميلادهم من عاصمة النور الشرقية أقصد القاهرة.
إذا عرض عليك دور في فيلم وسوف يكون نقطة تحول.. ولكنه يتعدى الخطوط الحمراء فهل تقبلينه?
عرض علي الكثير من هذه النوعية من الأفلام ولكنني رفضتها أولا لأن ملامحي لا تتماشى مع أدوار الإغراء, والأهم أن أسرتي ترفض هذه الأدوار مهما كان دوري مؤثرا في الفيلم فلا أجسد أي شخصية أشعر بالخجل إمامهم في المستقبل, وهذا لا يمنع أن الإغراء فن جميل جسده كبار الفنانين مثل هند رستم وسعاد حسني وغيرهما حيث قدمتا من خلال هذه الأدوار رسالة للجمهور ولكن الأمر يختلف من ممثل لآخر, فالجيل القديم كان يقدم فن الإغراء بطريقة هادفة على عكس ما يحدث الآن حيث يكون الدور إغراء بلا هدف أو مضمون.
ما الذي تغير في حياتك بعد الشهرة?
لا يوجد أي اختلاف بين حياتي قبل التمثيل وبعده, فأنا أمارس حياتي الطبيعية
الخميس نوفمبر 27, 2008 3:15 am
